هذا الكتاب جزء من مشروع علمي ولبنة من لبنات بنائه، 
يبتغي صوغ منظومة قرآنية في زاوية التفسير الموضوعي 
يسعى إلى رصدها ومراكمة بعضها حتى يستطيل هذا الصرح

 

 

 

لقد شهدت منطقتنا العربية حالة من حالات التغير الطَفْري، وصورة من صور الكشف الحقيقي لأنواع الناس وأنماطهم بناء على التغير الجذري الذي عاشته – وما زالت تعيشه – ، وكان لزاما على العلماء والباحثين والدعاة  والمربين أن يرصدوا هذا التغير ويتعاملوا معه بمنهجية تعتمد في لحمتها وسداها على القرآن الكريم، مستصحبة الواقع وما طرأ عليه من أحداث كشفت وما زالت تكشف  عن هذه الأنواع البشرية التي صدم بها كثير من الناس، وعجبوا أشد العجب من تغيرها وتبدلها وتغير سلوكها وتعاملها، بل تبنيها لقضايا جد باطلة، ومفاهيم غير صحيحة، بل فاسدة بِّين فسادها، واضح عوارها، وفجع الناس في أناس حسبوهم حينا من الدهر علماء ودعاة وأصحاب رسالة، فإذا بالأحداث الراهنة تبين أنهم  آكلون على كل الموائد، مستفيدون من كل عصر فهم أدوات كل العصور، وأبواق كل الدهور، ومطايا لكل راكب، كما بان من هذه الأحداث  إعلاميون تغيروا تغيرا من النقيض إلى النقيض، ومن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما وضح موقف شرائح من المجتمع المصري تدعوا إلى إعادة النظر إليها،   والتقييم لها على أسس علمية قرآنية.

والهدف من الدراسة ليس التوصيف وإنما تقديم منهجية ثابتة، واضحة، لحالة واقعية غير متخيلة، والغرض منها ليس تقديم صورة صماء من صور الحكم،  أو منهجية صامتة، بل الهدف الأساس منها تقديم رؤية قرآنية واضحة عن منهجية التعامل مع هذا الصنف من الناس الذي يتلون تلون الحرباء، ويتغير تغير الأيام، ويتصرف تصرف الدهور،  ويعيش بوجهين، يلقى هذا بوجه وهذا بوجه، وهو من قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم : (تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه

تحميل ملف

Leave a comment